لا يحذف ولا يجمع حصى
صفحة 1 من اصل 1
لا يحذف ولا يجمع حصى
نشرت جريدة "الدار" قبل أيام خبرا يقول: "مسؤول أمني رفيع أكد أن الذي تجرأ على رموز الكويت بمقالاته الدنيئة المأجورة ستطوله يد القانون قريبا جدا". وإذا صدق الخبر فعلا فلا أملك إلا أن أقول "خوش" قانون هذا الذي تطبل له "الدار" وتعزف عليه أجهزة أخرى!
هل التحولات والأحداث السياسية المتتالية التي تشهدها الكويت منفصلة لا علاقة لها ببعض، أم أنها مترابطة ويجمعها هدف واحد؟ بمعنى هل يمكن فصل الهجوم الذي تتعرض له القبائل (1) عن مخطط تفكيك الوحدة الوطنية(2) عن مخطط الانقلاب على نظام الحكم الدستوري (3)؟ هل يمكن فصل التقارب الكويتي الإيراني (4) عن التباعد الكويتي السعودي (5)؟ هل يمكن فصل إقرار خطة التنمية "أم 37 مليار" عن قانون "تصفية" الكويت، أي قانون الخصخصة (6)؟ هل يمكن فصل وجود الإعلام الفاسد (7) عن منهج الملاحقة السياسية للمعارضين لسياسات الحكومة(؟ هل يمكن فصل "الانتصارات" المتتالية التي تحققها الحكومة في مجلس الأمة عن سياسة تهميش المجلس وإفساد الديمقراطية (9)؟
هل يمكن فصل كل ما سبق عن دخول الطبقة السياسية والتجارية الموالية للسلطة بقوة في لعبة "الكراسي الموسيقية"، وهي لعبة سوف تنتهي "بخروج المغلوب" في إطار تمكين الذات أو إضعاف المنافس. بالطبع لايمكن فصل الأحداث عن بعضها. إن لعبة "الكراسي الموسيقية" الجارية حاليا تكشف بجلاء حجم التحولات المتلاحقة التي تجري في أروقة السلطة، فمن الواضح أن نفوذ رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، خارج إطار رئاسة الوزارة ووسط الأسرة الحاكمة، يتعاظم مقابل تضاؤل نفوذ مركز القوى التقليدي. وكنتيجة لتعاظم نفوذ الشيخ ناصر، فإنه من الطبيعي أن تظهر مراكز قوى جديدة وتختفي مراكز أخرى. ومن هنا رأينا الشيخ أحمد الفهد يتعرض لهجوم إعلامي بالتزامن مع الهجوم الذي يتعرض له "حليفه" جاسم الخرافي والذي أتوقع أن يكون أول "الضحايا" وسط الطبقة الموالية!
على كل حال، في تقديري الشخصي، وكما قلت قبل قليل، لا يمكن الفصل بين التحولات والأحداث السابقة أبدا، بل هي عبارة عن مشروع واحد يمكن وصفه بمشروع "السقوط". إنني أرى الدولة تتفكك مع الأسف، ولا أستبعد إطلاقا أن نتجه نحو نوع من المواجهة غير المحمودة، إذ لا يمكن أن تمر مخططات خبيثة كمخطط ضرب الوحدة الوطنية والانقلاب على نظام الحكم الدستوري وتفتيت المجتمع وتصفية الدولة من دون رد فعل.
إن المواجهة المحتملة قد تظهر إما نتيجة لاستمرار مخطط استفزاز أبناء القبائل والتعدي على كرامتهم، أو نتيجة لتطورات مشروع تبديل الدستور. وأيا كان سبب المواجهة المتوقعة، دفاعا عن الدستور أو الكرامة، فإنه لا شك عندي إطلاقا في أن "المناطق الخارجية" سوف تكون مركز الحراك السياسي الشعبي القادم. وهنا أود أن أخاطب شباب "الحضر" في "المناطق الداخلية" السنة والشيعة وأقول لهم: كم أتمنى لو أعدتم النظر في موقفكم مما يحدث حاليا.. أتمنى لو نظرتم إلى ما يحدث بعيدا عن الموقف الاجتماعي أو البعد المذهبي.. ألا ترون أن "تحييدكم" سياسيا قد تم من خلال إشغالكم "بأحاديث محمد الجويهل"! أين دوركم الريادي في التصدي لمشروعات الانقلاب على الحكم الدستوري؟ أين مبادراتكم الوطنية؟ لماذا تتخلون عن دوركم الوطني؟ أطرح هذه الأسئلة عليكم وأنا أعلم تماما أن بعضكم مازال يعمل بصمت وهدوء مقاوما الفساد الذي استشرى في البلاد، لكن الكويت تحتاج منكم أكثر من ذلك، وليس لدي أدنى شك في قدرتكم على العطاء الوطني الصادق.
إن مقاومة "مشروع السقوط" والتصدي له أصبح فرض وطني.. فكفانا ردود أفعال متقطعة هنا وهناك، ولابد من المبادرة.. إن أرباب "مشروع السقوط" يراهنون على تقاعس الرأي العام ولامبالاته، لذلك رأيناهم يتمادون في غيهم وهم يظنون أن الشعب الكويتي، كما يقول "بومرزوق"، "لا يحذف ولا يجمع حصى"، أي "قوم مكاري"!
ملاحظة: حضرت مساء يوم الجمعة الحفل الكبير الحاشد الذي أقيم بمناسبة الإعلان عن افتتاح الموقع الإلكتروني الرسمي لقبيلة عتيبة، وهناك التقيت بعدد كبير من الشباب ودارت أحاديث سياسية مهمة تستحق التوقف عندها في مقالات قادمة بإذن الله.
هل التحولات والأحداث السياسية المتتالية التي تشهدها الكويت منفصلة لا علاقة لها ببعض، أم أنها مترابطة ويجمعها هدف واحد؟ بمعنى هل يمكن فصل الهجوم الذي تتعرض له القبائل (1) عن مخطط تفكيك الوحدة الوطنية(2) عن مخطط الانقلاب على نظام الحكم الدستوري (3)؟ هل يمكن فصل التقارب الكويتي الإيراني (4) عن التباعد الكويتي السعودي (5)؟ هل يمكن فصل إقرار خطة التنمية "أم 37 مليار" عن قانون "تصفية" الكويت، أي قانون الخصخصة (6)؟ هل يمكن فصل وجود الإعلام الفاسد (7) عن منهج الملاحقة السياسية للمعارضين لسياسات الحكومة(؟ هل يمكن فصل "الانتصارات" المتتالية التي تحققها الحكومة في مجلس الأمة عن سياسة تهميش المجلس وإفساد الديمقراطية (9)؟
هل يمكن فصل كل ما سبق عن دخول الطبقة السياسية والتجارية الموالية للسلطة بقوة في لعبة "الكراسي الموسيقية"، وهي لعبة سوف تنتهي "بخروج المغلوب" في إطار تمكين الذات أو إضعاف المنافس. بالطبع لايمكن فصل الأحداث عن بعضها. إن لعبة "الكراسي الموسيقية" الجارية حاليا تكشف بجلاء حجم التحولات المتلاحقة التي تجري في أروقة السلطة، فمن الواضح أن نفوذ رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد، خارج إطار رئاسة الوزارة ووسط الأسرة الحاكمة، يتعاظم مقابل تضاؤل نفوذ مركز القوى التقليدي. وكنتيجة لتعاظم نفوذ الشيخ ناصر، فإنه من الطبيعي أن تظهر مراكز قوى جديدة وتختفي مراكز أخرى. ومن هنا رأينا الشيخ أحمد الفهد يتعرض لهجوم إعلامي بالتزامن مع الهجوم الذي يتعرض له "حليفه" جاسم الخرافي والذي أتوقع أن يكون أول "الضحايا" وسط الطبقة الموالية!
على كل حال، في تقديري الشخصي، وكما قلت قبل قليل، لا يمكن الفصل بين التحولات والأحداث السابقة أبدا، بل هي عبارة عن مشروع واحد يمكن وصفه بمشروع "السقوط". إنني أرى الدولة تتفكك مع الأسف، ولا أستبعد إطلاقا أن نتجه نحو نوع من المواجهة غير المحمودة، إذ لا يمكن أن تمر مخططات خبيثة كمخطط ضرب الوحدة الوطنية والانقلاب على نظام الحكم الدستوري وتفتيت المجتمع وتصفية الدولة من دون رد فعل.
إن المواجهة المحتملة قد تظهر إما نتيجة لاستمرار مخطط استفزاز أبناء القبائل والتعدي على كرامتهم، أو نتيجة لتطورات مشروع تبديل الدستور. وأيا كان سبب المواجهة المتوقعة، دفاعا عن الدستور أو الكرامة، فإنه لا شك عندي إطلاقا في أن "المناطق الخارجية" سوف تكون مركز الحراك السياسي الشعبي القادم. وهنا أود أن أخاطب شباب "الحضر" في "المناطق الداخلية" السنة والشيعة وأقول لهم: كم أتمنى لو أعدتم النظر في موقفكم مما يحدث حاليا.. أتمنى لو نظرتم إلى ما يحدث بعيدا عن الموقف الاجتماعي أو البعد المذهبي.. ألا ترون أن "تحييدكم" سياسيا قد تم من خلال إشغالكم "بأحاديث محمد الجويهل"! أين دوركم الريادي في التصدي لمشروعات الانقلاب على الحكم الدستوري؟ أين مبادراتكم الوطنية؟ لماذا تتخلون عن دوركم الوطني؟ أطرح هذه الأسئلة عليكم وأنا أعلم تماما أن بعضكم مازال يعمل بصمت وهدوء مقاوما الفساد الذي استشرى في البلاد، لكن الكويت تحتاج منكم أكثر من ذلك، وليس لدي أدنى شك في قدرتكم على العطاء الوطني الصادق.
إن مقاومة "مشروع السقوط" والتصدي له أصبح فرض وطني.. فكفانا ردود أفعال متقطعة هنا وهناك، ولابد من المبادرة.. إن أرباب "مشروع السقوط" يراهنون على تقاعس الرأي العام ولامبالاته، لذلك رأيناهم يتمادون في غيهم وهم يظنون أن الشعب الكويتي، كما يقول "بومرزوق"، "لا يحذف ولا يجمع حصى"، أي "قوم مكاري"!
ملاحظة: حضرت مساء يوم الجمعة الحفل الكبير الحاشد الذي أقيم بمناسبة الإعلان عن افتتاح الموقع الإلكتروني الرسمي لقبيلة عتيبة، وهناك التقيت بعدد كبير من الشباب ودارت أحاديث سياسية مهمة تستحق التوقف عندها في مقالات قادمة بإذن الله.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى